فعندما نكون في المسيح ويكون هو فينا، نتجدد ونولد ثانية، وهذه الخليقة الجديدة تتفكر روحياً، بينما نجد أن الإنسان القديم يتفكر جسدياً. فالطبيعة الجديدة لها شركة مع الله، طائعة لإرادته ومكرسة لخدمته. وهذه أشياء الطبيعة القديمة لا ترغب أو تقدر على فعلها. فالطبيعة القديمة طبيعة مائتة روحياً ولا تقدر على إنعاش ذاتها. "أنتم اذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا" (أفسس 1:2)، ويمكن أن تنعش طبيعتنا بطريقة خارقة للطبيعة وهذا يحدث عندما نأتي للمسيح ويسكن روحه فينا. فهو يمنحنا طبيعة جديدة ومقدسة وحياة لادنس فيها. فحياتنا القديمة تموت (بسبب الخطيئة)، وتدفن وتقام "فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة" (رومية 4:6).
في المسيح، نتوحد مع الله ولا نصير بعد عبيداً للخطيئة (رومية 5:6-6). ونحيا مع المسيح (أفسس 5:2)، ونتحول لصورته (رومية 29:8)، ونتحرر من العقاب والسير حسب هوى الجسد، ولكن نسير بحسب الروح (رومية 1:8)، وكجزء من جسد المسيح مع المؤمنين الآخرين (رومية 5:12). فللمؤمن الآن قلب جدي (حزقيال 19:11)، وقد باركه الله "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح" (أفسس 3:1).
وربما نتعجب لم لا نعيش بحسب الوصف المذكور أعلاه، حتى بعد أن قبلنا الله في حياتنا وتأكدنا من خلاصنا. هذا لأن طبيعتنا الجديدة تصارع مع طبيعتنا القديمة الجسدية. فالإنسان العتيق قد مات ولكن الطبيعة الجديدة لا بد وأن تصارع الحياة في "الخيمة" القديمة التي تعيش فيها. فالشر والخطيئة مازالا موجودان، ولكن يراهما المؤمن بنظرة مختلفة، وأنهما لا يتحكما فيه كما كانا يفعلان من قبل. في المسيح، نحن نختار أن نقاوم الخطيئة، في حين أن الطبيعة القديمة لا تقدر أن تفعل ذلك. ولنا الاختيار بأن نروي الطبيعة الجديدة بكلمة الله والصلاة وطاعة الله أو أن نروي الجسد بتجاهل هذه الأشياء والانغماس في الخطيئة.
فعندما نكون في المسيح، "ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا" (رومية 37:8) ويمكننا أن نبتهج بمخلصنا، الذي يجعل كل الأشياء ممكنة! في المسيح نحن محبوبون، ومغفور لنا، ويعدنا الله بالخلاص. وفي المسيح نحن متبنون، ومبررون ومصالحون ومختارون. في المسيح، نحن منتصرون، ومملؤون بالفرح والسلام ونمنح معنى حقيقي للحياة. فما أعجب مخلصنا يسوع المسيح